أجرى الفريق الطبي للبرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة اليوم أول عمليتي زراعة حلزون لطفلين مستفيدين من البرنامج، الذي تم إطلاقه بدعم ورعاية من السيدة الأولى أسماء الأسد في آب الماضي.

وزير الصحة الدكتور حسن محمد الغباش، أوضح في تصريح صحفي أن العمليتين أجريتا لطفلين لديهما نقص سمع عميق ثنائي الجانب، تم اكتشافه خلال الفحوصات التي أجريت للطفلين وفق البرنامج وضمن بروتوكولات طبية عالمية معتمدة للتدخل، وذلك في الهيئة العامة لمشفى دمشق “المجتهد”.

وأشار الوزير الغباش إلى أنه سيستمر إجراء عمليات زرع الحلزون تباعاً للأطفال الذين يتم إثبات نقص السمع لديهم، وذلك بعد دراسة حالتهم الطبية، والتأكد من عدم وجود مانع طبي لإجراء الجراحة لديهم.

وأوضح الوزير الغباش أن الأطفال الذين يتم إجراء عملية زراعة الحلزون لهم يتم إجراء المسح السمعي لهم أولاً، ضمن البرنامج الوطني، ومتابعتهم بشكل دقيق من لحظة المسح مروراً بتركيب المعينات السمعية ثم التحضير للعمل الجراحي الذي سيؤهلهم لتركيب المعالج الخارجي لزراعة الحلزون واستعادتهم للسمع، كما تستمر متابعتهم وتأهيلهم للوصول إلى الدمج الكامل مع أقرانهم.

ودعا وزير الصحة جميع الأهالي إلى الاستفادة من البرنامج عبر إجراء المسح السمعي لأطفالهم حديثي الولادة قبل انقضاء شهرهم الأول من العمر.

بدورها، بينت مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رزان الطرابيشي في تصريح لمراسلة سانا أهمية زراعة الحلزون وانعكاسها الإيجابي على الأطفال الذين يعانون نقص السمع العميق من جهة، وعلى العاملين في البرنامج، لكونها ثمرة لجهد تشاركي كبير.

عضو الفريق الجراحي الدكتور عبد الرحمن العوض لفت إلى أن هاتين العمليتين هما أولى ثمار البرنامج الوطني وكانتا بالتوقيت المناسب لعمر الطفلين بشكل يضمن تأقلمهما، واستعادة حياتهما بشكل طبيعي.

عضو الفريق الجراحي الدكتور حسام حديد أشار إلى أن البرنامج الوطني مستمر، بهدف إجراء مسح سمعي لكل طفل حديث الولادة بمختلف المحافظات والتدخل العاجل لإعطائه فرصة للتمكن من السمع، عبر استخدام المعينات السمعية أو إجراء عمليات زراعة الحلزون.

وبين الدكتور حديد أنه بعد تركيب الحلزون بفترة يتم تركيب الجهاز الخارجي ليتلقى الطفل التنبيهات الصوتية، مشيراً إلى أن العمل الجراحي محضر له بشكل جيد، ويتم تحت التخدير العام لمدة تتراوح من ساعة إلى ساعة ونصف الساعة، وهو إجراء آمن لا يشكل خطورة على الطفل.

ووفق عضو اللجنة الوطنية الدكتور سامر محسن فإن العمليتين اللتين أجريتا تعتبران مثاليتين لمفهوم الكشف والتدخل، حيث تم إجراء المسح السمعي بعمر الشهر ووضع تشخيص نقص السمع بعمر ثلاثة أشهر، وتركيب معينات سمعية خلال عمر أربعة أشهر، وتمت المتابعة خمسة أشهر مع تركيب السماعة، وبعد عدم الاستجابة تم زرع الحلزون بالعمر المثالي وكانت الاستجابة مثالية.

مدير العمليات بالمنظمة السورية للأشخاص ذوي الإعاقة “آمال” أنس الحلاق أوضح أن الشراكة مستمرة مع وزارة الصحة ولا سيما في هذا البرنامج، لافتاً إلى أن دور المنظمة يتمثل بتأهيل الأطفال الذين يتم إجراء زراعة الحلزون لهم عبر تطبيق المعايرات الأسبوعية والشهرية لجهاز السمع للوصول إلى درجة السمع السليمة، حيث إن الطفل بعد عملية الزرع تكون درجة السمع لديه منخفضة، إضافة لإجراء التخطيطات المستمرة وجلسات تقويم الكلام واللغة.

ومن أمام باب غرفة العمليات وبمشاعر تمتزج بها الفرحة والترقب والامل وقالت والدة الطفل رضا بدوية، وهو أول طفل مستفيد من البرنامج، وتجرى له هذه العملية: “أنا متفائلة جداً وأنتظر اللحظة التي يسمعني بها”.

وتابعت: “أقول لكل أم يجب التوجه لفحص السمع لطفلها فور ولادته لأن الكشف المبكر يعطي فرصة للتدخل المناسب في حال وجدت مشكلة، وستكون النتيجة أفضل”.

وأوضحت أم رضا أنه تم اكتشاف وجود مشكلة بالسمع عند طفلها خلال الشهر الأول من عمره عن طريق إجراء المسح السمعي ليتم طلب إجراء تخطيط جذع دماغ واكتشاف نقص عميق وشديد بالسمع وتركيب سماعات ورفع درجتها كل شهر حتى وصلت لأعلى درجة دون استجابة، وتم اتخاذ القرار بإجراء عملية زرع الحلزون.

ولفتت والدة الطفلة آية عسراوي وهي الطفل الثاني الذي أجريت له زراعة الحلزون اليوم إلى الدعم الكبير والخدمات التي يقدمها البرنامج بشكل مجاني، مؤكدة أنها تنتظر أن تستجيب آية عندما تسمع صوتها تناديها، وأن تسمع بالمقابل منها كلمة “ماما”، داعية الأهالي إلى عدم إهمال أطفالهم والإسراع بإجراء المسح السمعي بعد الولادة مباشرة للتأكد من سلامتهم.

ليصير عالمن بصوت