نقصُ السمع أحد أهم الأسباب التي تؤثر على حياة الفرد والعائلة، وبالتالي المجتمع. يظهر منذ الولادة ويسمى نقص السمع الخلقي أو الولادي، كما يمكن أن يظهر في جميع المراحل العمرية الأُخرى وبأسبابٍ متفاوتة. ومن المتوقع أن يواجه شخصٌ من أصل كلِ أربعةِ أشخاص مشكلاتٍ في السمع بحلول عام 2050.
يُعتبـر الكشفُ المُبْكرُ عن نقصِ السمعِ نقطةَ البدءِ الصحيحة والتي عليها تُبنى خدمات التدخل المُبْكر والتأهيل، للتخفيف أو إزالة العقابيل المرتبطة بنقص السمع وضمان التطور الطبيعي اللغوي والمعرفي والنفسي للطفل والتواصل الطبيعي للبالغ.
لمّا كانت وزارة الصحة هي المسؤولة عن تحسين المؤشرات الصحية للفرد والمجتمع وانطلاقاً من سعي الدولة السورية إلى توفير أفضل الخدمات الصحية
للمواطنين، سورية تُطلق اليوم/البرنامج الوطني للكشف والتدخل المُبْكر لنقص السمع عندي حديثي الولادة/ والذي يقوم جوهرهُ على ضمان المسح والكشف والتشخيص المُبْكر لنقص السمع لدى جميع المواليد الجدد في الجمهورية العربية السورية
يهدف البرنامج إلى إجراء المسح لجميع حديثي الولادة قبل بلوغ شهرهم الأول من العمر، وتشخيص نقص السمع في حال وجوده قبل عمر الثلاثة أشهر، وبالتالي إتاحة الفرصة للتدخل المُبْكر والصحيح قبل عمر الستة أشهر.
إننا في وزارة الصحة ومع شركاءنا جميعاً في البرنامج الوطني للكشف والتدخل المُبْكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، في (وزارات التعليم العالي والبحث العلمي، والدفاع، والداخلية، ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، ومنظمة آمال الشريك الأول في هذا البرنامج)، نتطلع ليكون المسح السمعي لحديثي الولادة شأنه شأن برنامج اللقاح الوطني الذي يقدم اللقاحات الضرورية، التي يلتـزم بها الوالدان تجاه طفلهما الرضيع، وسنعمل على تحقيق الالتزام من الوالدين بإجراء المسح السمعي لحديثي الولادة. 》لأن التدريب هو جزء أساسي من النجاح، فان البرنامج الوطني للكشف والتدخل المُبْكر عن نقص السمع، يترافق معه برنامج تدريب طبي علمي موحد للاختصاصيين والفنيين على إجراءات الكشف والتشخيص والتدخل السمعي، حيث أنه وبالتعاون مع منظمة آمال سيكون هناك تدريب أطباء من اختصاصيي الأذن على القيام بعمليات زرع الحلزون، وكذلك تدريب الجمعيات العاملة في مجال تأهيل اللغة والكلام لدى الأطفال، لتمكين كوادرها علمياً وعملياً على تأهيل الأطفال الذين يعانون من نقص السمع. عند الحديث عن العمل الإنساني والانجاز النوعي.. العطاء وتذليل العقبات .. متابعة الخطط والبرامج، وخصوصاً تلك الرامية إلى تعزيز صحة الفرد والوقاية من الأمراض الخطرة، ودعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة للحصول على فرصٍ متكافئة، لا يسعنا إلاّ أن نتوجه بالشكر الجزيل، للسيدة الأولى، أسماء الأسد، التـي رسمت المسار ودعمت تنفيذه منذ قرابة عقدين عبـر رعايتها لأهم برامج التأهيل السمعي طبياً ونفسياً واجتماعياً، لنصل اليوم لبرنامجٍ وطنيٍ متكامل للكشف والتدخل المُبْكر لنقص السمع.